لما كانت سيرة الرحمة المهداة محمد عليه الصلاة والسلام نبراساً يهتدى به للتخلق بالأخلاق العظام ، وطريقاً لمعرفة حقائق الصحب الكرام .. اهتم بها العلماء الأعلام وحفاظ ملة الإسلام .
ومن أجود ما صنف فيها كتاب « عيون الأثر » لابن سيد الناس ، و« سيرة » الشمس الشامي الصالحي .
ولمّا جاء الأول متخماً بالإسناد ، والثاني مطولاً بالتفصيل والبيان . . شمر العالم الجليل علي بن برهان الدين الحلبي عن ساعده وانبرى بصارم عزمه ، فلخص هذين المصنفين الجليلين
وقدم سفراً وسطاً بين المطول والمختصر ؛ ليجعل قراءة السيرة والانتفاع بها ميسراً .
مرتجياً بذلك أن يقدم جهود العلماء للخاص والعام .
فحذف الإسناد واستبعد المكرر .
ورصع أسلوبه اللطيف بمقتطفات أبيات ، تناولت مديح رسول الأنام محمد عليه الصلاة والسلام .
فجاء بأبيات من البردة للبوصيري ، وتائية السبكي ، وما يناسب المقام من ديوان ابن سيد الناس .
فكان نموذجاً للانسجام والانتظام ، جميل العبارة ، قريب المأخذ .
وكان حقاً كما قال: يروق للأحداق ، ويلذ للأسماع ، ويحلو للأذواق .